تشير الأحداث المتسارعة الأخيرة إلى أن الولايات المتحدة تمر بلحظة تاريخية مفصلية، حيث بدأت “حركة الدينامو” الداخلية تُحدث تغييرات ملموسة. إن قرار النائب الديمقراطي الوسطي سيث مولتون برفض أموال “إيباك”، مقترناً بتحول خطاب شخصيات يمينية مثل مارجوري تايلور غرين، وصدور تقرير المفتش العام حول “قانون ليهي”، ليست مجرد أخبار، بل هي مؤشرات على تفكك إجماعات قديمة وتسارع وتيرة الصراع. بناءً على هذه الإشارات، يمكن رسم ملامح السيناريو القادم، مع التأكيد بأنها قراءات للأنماط وليست علماً بالغيب.
في المدى القصير، من المتوقع أن نشهد “مرحلة انفجار داخلي” أشد حدة. قرار مولتون قد يفتح الباب أمام نواب ديمقراطيين آخرين للانشقاق، مما يفجر أزمة داخل الحزب حول علاقته باللوبيات. في المقابل، ستتحول الحرب الكلامية داخل اليمين بين جناحي “أمريكا أولاً” والمؤسسة إلى صراع مفتوح على تمويل وهوية الحركة. ستتغذى هذه الانقسامات من استطلاعات الرأي التي تظهر تآكل الدعم الشعبي للسياسات التقليدية، وستجد صداها في الشارع عبر احتجاجات متزايدة.
على المدى المتوسط، قد يؤدي هذا الانفجار الداخلي إلى “مرحلة شلل و تفتت”.
سيجد الحزبان صعوبة متزايدة في اتخاذ مواقف موحدة، خاصة في السياسة الخارجية. سيتحول الصراع إلى معارك قانونية وسياسية داخل المؤسسات، مستغلاً تقارير مثل تقرير المفتش العام لشن هجمات مضادة، مما يعمق حالة “الشلل الحضاري”. كما ستزداد حدة المواجهة بين الحكومة الفيدرالية والولايات والمدن المقاومة، مما يرسخ الانقسام القانوني والثقافي بين “أمريكتين”.
إن المسار الحالي يشير بوضوح إلى انهيار التوازنات القديمة. وبينما يبقى المستقبل مفتوحاً على احتمالات متعددة، فإن الإشارات التي نرصدها اليوم تنذر بفترة قادمة من الصراع المكثف وإعادة التشكيل الجذري للهوية السياسية الأمريكية ودورها في العالم.